1- الصلصال:

العنصر الرئيسي في صناعة الخزف هو الصلصال (الطين)، وهو يتشكل من تحلل نوع من الصخور، ولقد كونت أنهار العصر الجليدي المذابة طبقات فخارية ضخمة، وحملت تلك الأنهار الغزيرة كتلاً ضخمة من الصخر المتفتت إلى قطع صغيرة، والتي حُملت بدورها بعيدًا بواسطة المياه. وعندما خفت سرعة الأنهار في السهول والوديان، تجمعت تراكمات صغيرة من الفخار وتزايدت تلك التجمعات عبر القرون لتصبح طبقات عميقة في الأنهار و البحار.

أما الطرقات (الطبقات) الفخارية الأخرى فقد نتجت عن عملية التعرية بالرياح، الثلج والصقيع والماء والحرارة إضافة إلي مساهمة النباتات في جعل عملية التحليل مستمرة عبر الأرض والفخار الناتج عن هذا ترسبات صخرية ناعمة ملونة بألوان الرمادي، الأخضر، الأصفر، الأحمر أو الأزرق، ويعود لون الأرض إلى لون الصخر الأساسي فيها وإلى الأملاح المعدنية الموجودة.

كما يحتوى الفخار في الغالب علي الكوارتز والميكا، وفي الأماكن التي توجد فيها أملاح أكسيد الألمونيوم بشكله النقي ينتج الكولين وهو المادة الضرورية لتصنيع الخزف الصيني. ومع أن الفخار ما يزال موجودًا في الطبيعة، إلا أن المادة الجاهزة منه هي الأفضل لعملية التصنيع.

تصنف بنيات الفخار وفق درجة الشي، وهنا يرى الفخار (في القمة) وهو الأكثر شيوعًا واستخداماً. ثم الفخار الصيني ذو اللون العاجي يستخدم لصنع القوالب بشكل رئيسي ثم الفخار الرمادي وهو درجتان يصعب التمييز بينهما، فخار الخزف الصيني وهو أشد الأنواع بياضًا بعد الشي، أخيراً الفخار الأسود وينتج بمزج الفخار الأحمر بصباغ أسود.

حضر الخزافون القدامى طبقات فخارية عظيمة، تعرضت للطقس والتنظيف والعجن، وقام اليابانيون بتحضير الفخار لأسلافهم بالطريقة ذاتها، وما تزال في الواقع بعض الورش تفعل هذا.

أما الفخار اليوم فإننا نحصل عليه - لحسن الحظ - على شكل عجينة فخارية معرضة للنار والماء.

يستخدم الخزافون الفخار المناسب للأواني وذلك لعدم صلاحيته لأغراض أخرى، أما الصلصال الخشن فهو متوفر عن أعمال القرميد لكنه نادر الاستخدام ولا يصلح للقطع لدقته التامة.

قبل شراء الفخار، يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة أمور :
أولها أن الفخار متوفر بألوان عديدة: أبيض، أحمر، بني، وأسود. ولا علاقة لهذه الدرجات اللونية بالمرونة والمتانة بل تعود لإضافة الأكاسيد. ولاحظ أن اللون البيج يتحول إلى أحمر أثناء عملية الشي بفعل التغيرات الكيميائية.
واليوم أصبح من الممكن الحصول على تصنيع خلائط الفخار المتينة والمتماسكة والتي تكون على درجة عالية من الجودة، وتستخدم لأعراض متنوعة؛ في هندسة الكهرباء لعمليات العزل،لعمل أوعية الطبخ خاصة المصنوعة من الزجاج الصيني، ولأنابيب البالوعات الضخمة. وبسبب تناغم الفخار مع الأحياء فهو يفيد الأطباء كثيراً لتمثيل بعض أجزاء الجسم البشري وخاصة أطباء الأسنان الذين يعملون منذ فترة طويلة بالخزف.

نحتاج في ميدان عملنا للتمييز بين الفخار الثخين والرقيق فقط، فالرقيق هو الذي يحتاجه الخزافون في تشكيل الخزف. أما النوع الثخين فيحتوي على نسبة قليلة من الصلصال الحراري. ويتألف الصلصال الحراري من جزيئات فخارية مسحوقة ومعرضة للنار لكننا لن نستخدمه لتشكيل الخزف على العجلة (رغم إمكانية ذلك ) أيدينا ستجرح من الحواف الحادة. يتناقص الحجم من خلال عملية التخفيف وتتطور الشقوق بسرعة لكن احتمال التشقق في حالة القطع المشكلة ضعيف بسبب استدارتها فتنكمش بشكل متناسب. يصل الانكماش الحاصل بين الصلصال الرطب والقطع المشوبة إلى حوالي 10 بالمائة وحتى 50 بالمائة في بعض النوعيات. يحتوى الصلصال الرقيق أو غير المصقول (الخشن) على نسبة من الصلصال الحراري المسبب لنقص في الليونة.
من منافع الصلصال الحراري أنه حافظ على شكله أثناء الشي رغم خشونته وقابليته لنفاذ الماء.

واكتشف الحل لهذه المشكلة؛ فالصلصال سهل المزج ويمكنك الحصول على خلائط مختلفة منه. يحتوي الصلصال الخشن (غير المصقول) على حبيبات ضخمة عديدة من الصلصال الحراري للقطع الثخينة الضخمة مثل الألواح أو أغطية القدور. هناك خلائط أخرى تحوي نسبة أقل من الحبيبات للتماثيل والمزهريات الضخمة تستخدم الخلائط ذات الحبيبات الناعمة بنسبة قليلة من الصلصال الحراري لصناعة التماثيل الدقيقة، ودبابيس الزينة والأسرة أو لزخرفة القطع الفخارية الضخمة.أخيرًا هناك صلصال حراري ذو حبيبات متوسطة ويستخدم في صنع التماثيل.

للتأكد من شراء النوع الصحيح اطلب المشورة، وستجد أن أغلب الصلصال يزن 10 كيلو جرامات أو 25 كيلو جرامًا بشكل قطع ملفوفة بأغطية بلاستيكية. ويمكن حفظ الصلصال في وعاء محكم الإغلاق لمدة طويلة. وإذا جفت، فاكسر الكتل القاسية إلى قطع وضعها في الماء واتركها طيلة الليل وفي الصباح، يمكن طرح الماء الزائد أو امتصاصه بالإسفنجة ويتبقى الوحل الذي يمكن نشره على ألواح جصية انتظر حتى يمتص الجص ما تبقى من الماء ثم انزع الفخار وستجده جاهزًا للاستعمال (تخلص من الأجزاء المتسخة).

2- الماء:

لا يحتوى الصلصال على الماء وحسب، بل على الروابط الكيميائية للماء والتي تتبخر أثناء الشي، تكون الأملاح المعدنية للصلصال على شكل رقاقات صغيرة موضوعة فوق بعضها البعض، وتحاط هذه الرقاقات بالماء المنزلق مما يجعل الصلصال قابلاُ للعمل به. وكلما زادت الأملاح المعدنية في الصلصال، كان أكثر ليونة. ويتبخر الماء أثناء عملية الشي ما يجعل قطع الفخار تتقلص. أخيراً لاحظ الخطر من بقاء الماء الذي يتحول إلى بخار؛ فإذا لم تجف قطعة الفخار كما يجب سيخرج البخار من القطعة فيشطرها.

3- الهواء:

كلما عظم مقدار التقلص أثناء عملية التجفيف أصبح الفخار أكثر رطوبة وكلما كان الصلصال أكثر ثخانة (ورطوبة) كبر مقدار التقلص، وبالتالي يصبح من السهل أن تفقد القطع أشكالها وتتشقق أثناء التجفيف غير المناسب. ويجب تجنب الخطوط الواضحة على الفخار وذلك بالتجفيف السريع.

يهبط الماء إلى الأسفل في حالة القطع الطويلة وتفقد المزهريات اتساقها ويسبب الضغط الحاصل تشقق المزهرية. ويحدث الأمر نفسه في حالة الصحون والأطباق الضخمة - فالحواف تجف قبل المركز وينتج التشقق.

أحد الحلول لهده المشكلة يكون بوضع مادة ممتصة تحت القطع المراد تجفيفها كالجرائد أو ألواح الجص، كذلك الألواح ذات الثقوب تساعد الماء على الخروج.

دع القطع تجف ببطء مغطياً كل جزء بشكل منفصل، ضع فوق المزهرية الطويلة طبقة بلاستيكية. والتي ترفع قليلاً كل يوم بحيث تجف المزهرية ببطء من الأسفل حتى الأعلى. لكن من الصعوبة تجفيف الأوعية العميقة (الزبادي) والأطباق بشكل متناسب. وللحصول على أفضل النتائج، ضع هذه القطع فوق مادة ممتصة وقم بتغيير موضعها كل حين، بحيث لا تبقى في الماء.

قم بتغطيتها لتجف ببطء شديد في مكان بارد، ويمكن لف الصحون ذات الحواف العالية لكن حذار أن تكسرها.

تستطيع حفظ القطع بأمان على رفوف التجفيف وفي خزائن التجفيف. وإذا حدث التشقق في مرحلة مبكرة، يمكن إصلاحها، أما إذا تركت فترة طويلة فالأفضل تحويلها لكسر.

بعد أن تجف القطع تمامًا عاملها بلطف ولا تحمل أية قطعة من مقبضها بل احملها بكلتا يديك، من الأفضل أن تترك القطعة تجف لوقت أطول نسبيًا من أن تضعها في الفرن وهي رطبة فتعرضها لخطر البخار.

4- النار :

يتبخر الماء ضمن درجة حرارة الشي المتراوحة (180-250 درجة مئوية ). وبغض النظر عن الشي، فالقطع لا تجف تمامًا- بل تبقى آثار الماء في جدران الزهرية. وهذه التيارات المحصورة خطرة فإذ تمدد الهواء الساخن ولا مجال أمامه للخروج عبر طبقة الزجاج يؤدي لتحطم القطعة. ولتجنب هذه المشكلة، قم بتسخين الفرن ببطء لمدة كافية.

تتحد ذرات الماء كيميائيًا بين (450-600 درجة مئوية) فتتغير بلورات السيلكا ويتحول الصلصال الأرضي إلى خزف، وهذا يعني أن الحرارة يجب أن ترفع ببطء بحيث تظل القطع الفخارية سليمة أثناء فترة الشي وتستطيع بالتالي الاستمرار بالشي دون توقف حتى (900-940 درجة مئوية) يكون الصلصال في درجة الحرارة هذه قاسيًا ونفاذًا جداً وقابلا لإضافة الزجاج.

اتركه يبرد ببطء وكن صبورًا، ولكن إذا رغبت بإضافة الزجاج، يجب وضع المزهرية في الفرن ثانية لشي الزجاج.والآن ازدادت درجة الحرارة إلى (1000 - 1300 درجة مئوية) بناءًا على ما تريد صنعه؛ سواء إناء فخاري، خزفي أو خزف صيني.

لا تبقى هذه المرحلة من الشي على أية آثار للماء وتتعدد القطع وتتقلص ويلتصق الزجاج بالإناء بإحكام. ويكون كل ما علينا أن نتركه حتى يبرد الزجاج.

  • Currently 381/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
128 تصويتات / 18005 مشاهدة
نشرت فى 15 إبريل 2008 بواسطة ayadina

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,394,550

التخطيط وتطوير الأعمال