المصدر : المتحدة للبرمجيات - إعداد / ثروت شلبى
يمكن أن ننظر إلى التقارير في ضوء ما سبق على أنها وسيلة لنقل المعلومات والبيانات والقرارات بين الجهات المختلفة أما شفهيا وأما تحريريا، وبالتالي فهي وسيلة إدارية للاتصال، ولدتها الحاجة لدى أول مدير وجد إن العمل قد لا يكون ممكنا باستمرارية أن يعمل مرؤوسيه تحت بصره مباشرة لذلك كان لابد من وسائل اتصال بديلة لنقل البيانات من المستويات الأدنى إلى المستويات الأعلى للتنظيم القائم.
هذا إلى جانب ضرورة رجوع الوحدات الواقعة على المستويات الأدنى إلى تلك التي تعلوها. ولما كانت عملية الرجوع هذه قد اعتمدت على التبليغ الشفهي في البداية فقد استحالت تبعا لتطور المنشآت وزيادة حجمها، وبالتالي ظهرت الحاجة إلى التقارير المكتوبة.
فالتقارير هي البيانات والمعلومات التي يجمعها المدير عن عملية المرور والملاحظة والمحاسبة وتبادل الآراء عن طريق الاتصال الشخصي بالقائمين بالتنفيذ ومن خلال الوجود الفعلي في مواقع التنفيذ وعن طريق المواجهة المباشرة للمواقف والمشاكل . لذلك فأصل التقارير أنها تبليغات شفوية أو رسائل من المرؤوسين عن سير التنفيذ وموقفه.
فكلما اتسعت قاعدة التنظيم نتيجة اتساع نطاق العمل ظهرت الضرورة إلى توزيع العمل بين عدد أكبر من الإدارات والوحدات على نفس المستوى وكلما زاد المستوى الواحد عن حد يعجز نطاق الإشراف عن تغطيته تعددت المستويات الإدارية وكلما تعددت المستويات الإدارية تعقدت عملية الاتصال نتيجة طول المسافة التي تقطعها البيانات من المستويات الأدنى إلى المستويات الأعلى، وبالتالي قد يصعب أو يستحيل أن تتم عملية الاتصال بالكامل عن طريق الاتصال الشخصي المباشر.
ومن هنا كانت أهمية التقارير كوسيلة للاتصال بين المستويات الإدارية الأعلى والأدنى لخدمة وظائف التخطيط والرقابة وأصبحت التقارير تستخدم فعلا في قياس نتائج التشغيل ومستوى الإنجاز وفي الرقابة وفي توفير البيانات اللازمة للتخطيط الطويل الأجل وفي جدولة العمليات الجارية وللمراجعة الداخلية اللازمة للتحقق من سير العمل للسياسة المرسومة ونظم التنفيذ المقررة ولتسهيل التنسيق بين العمليات المنفصلة من حيث المواقع الإدارية للتنفيذ كما تستخدم التقارير لتسجيل التطورات والأحداث والبيانات التي قد يلزم الرجوع إليها في المستقبل.
هذا وقد تزايدت أهمية التقارير كأحد أدوات الاتصال الإدارية بعد تزايد نسبة الاستشارين في هياكل القوى العاملة في المنشآت الحديثة. مما تتطلب وجود نظام رسمي متكامل للاتصالات الرسمية قائم على التقارير بأنواعها المختلفة كوسيلة فعالة لنقل المعلومات من مرسل إلى مستقبل لأحداث أثر معين هو المساعدة على إنشاء واقعة معينة تتعلق بوظائف المنشأة أو وظائف الإدارة.
بل ويمتد أثر التقارير إلى قياس الأثر نتيجة الرسالة التي حملتها التقارير، عن طريق إعداد تقارير خاصة بردود الأفعال التي أحدثتها المعلومات والبيانات التي انتقلت أو تلك النتائج التي أحدثتها القرارات التي اتخذت ونفذت بناء على التقارير التي قدمت.
كما تتزايد الحاجة أيضا إلى التقارير كوسيلة للاتصالات العرضية بين الإدارات الواقعة على نفس المستوى الإداري تسهيلا لعملية التنسيق بينها بدلا من أن ترفع كل هذه البيانات من مختلف الإدارات إلى إدارة واحدة تكون مركز توزيع واستلام لهذه البيانات مما يزيد عبء التفاصيل على الرئاسات ويعقد ويعوق سير العمل.