التطور التاريخي للصناعة

لاشك ان الصناعات الكيماوية لعبت دورا اقتصاديا هاما في تاريخ الصناعات وساهمت في ازدهار الوضع الاقتصادي ونموه وتطوره لفترة من الزمن.

ونظرا لانها تعد من الصناعات البسيطة السهلة التى يمكن العمل فيها فانها توفر فرص عمل للكثير من الشباب نظرا لامكانية القيام بها . ولكن مفهموم الصناعات الكيماوية يكتنفه بعض الغموض نظرا لان العديد من الاشخاص يعتقدون ان التعامل مع مثل هذه الصناعات يحتاج الى متخصصين فى هذا المجال ولكن هذا الاعتقاد خاطى تماما ، فقليل من المعلومات والخطوط العريضة حول هذه الصناعات تمكنك عزيزى القارئ من بدء مشروع ناجح ومثمر قد يحدث نقلة فى حياتك العملية والعلمية.

ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة لان تعلمها يحتاج الى تركيز شديد وصبر ومهاراة التعامل مع هذه المواد الكيمائية وكل ذلك وسط انتشار العديد من الاشخاص غير المتخصصين اللذين يهيمنون على هذا المجال ومن اكثر الاخطاء التى يقع فيها المبتدئ فى هذا المجال ان يعتمد على مثل هؤلاء لان الخبرة ليست العامل الوحيد لانجاح المشروع ولكن المعلومة العلمية الصحيحة تكفل لك سهولة القيام بالمشروع.

وبالرغم من نفع المشروع والارباح التى يدرها لصاحبة الا ان الشخص الذى يعمل فى هذا المجال عليه ان يتوخى الحذر لانه يقوم بالتعامل مع مواد كيميائية قد تكون خطرة وتسبب له بعض الاصابات الخطيرة التى قد تعالج بسرعة لكن اثرها يبقى واضح لآمد طويل . واذا اردنا ان نتعرف على واقع الصناعات الكيمائية الان علينا اولا ان نتطرق للحديث عن تطور هذه الصناعة عبر التاريخ، فقد مرت هذه الصناعة بالعديد من المراحل التى ظهر اثارها الان فى التطور الهائل الذى يشهده هذا المجال وان كان ما يحدث فى الصناعات الكيمائية الان يعد اسرع من اى وقت مضى نظرا للتقدم الهائل فى التكنولوجيا والطفرة الصناعية فى المعدات والالات المستخدمة .

وتندرج تحت الصناعات الكيماوية مجموعة كبيرة من الصناعات منها:

  1. انتاج اكياس بلاستيك.
  2. انتاج بويات.
  3. انتاج علب كرتون.
  4. انتاج المنظفات الصناعية.
  5. انتاج الدهون وزيوت التشحيم.

وما نتطرق للحديث اليه الان من الصناعات الكيماوية هو انتاج المنظفات الصناعية والصابون والعطور والتى تعتبر من اهم الصناعات الكيماوية فى العصر الحالى نظرا لاستخدامها يوميا وبشكل دائم ,و يرجع بعض المؤرخين تاريخ صناعة الصابون إلى أكثر من ألف عام مضت مستدلين على ذلك بالكثير من الكتابات التي دوّنها الرحّالة والمؤرخين القدماء ومنهم "المقدسي" الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، وأول وصف لصناعة الصابون جاء على لسان شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي الملقب بشيخ الربوة . وفي زمن الاحتلال الصليبي نالت صناعة الصابون شهرة كبيرة حتى ان ملك القدس نفسه فى هذا الوقت قد اعطى تصريح للعمال فى هذا المجال بالعمل مما اتاح له فرصة فى توفير مصدر مالى.

ومن المعتقد أن هذه الصناعة انتقلت على أيدي الصليبيين إلى أوروبا وخاصة فرنسا فتأسست مصانع الصابون من زيت الزيتون في مرسيليا وكانت هذه المصانع تحضّر الصابون بطريقة مشابهة لطريقة تحضير الصابون النابلسي، وانتشرت هذه الصناعة في انجلترا في القرن الرابع عشر.ولم يعرف بعد من مبتكر هذه الصناعة.

صناعة الصابون صناعة كيماوية قديمة. ولكنها شهدت تطور بطئ نظرا لانها تحولت الى اسرار عائلية فى معظم الأحيان وبالتالى كان من الصعب التعرف عليها الا بالتجارب والملاحظات.

ويعد ماركلن ، الملقب ب"المارسيلي"(Le Marseillais) ، وبالضبط سنة 1906، أول من أوضح على أن الصابون هو نتيجة لمعادلة كيمائية متوازنة ينتج عنها الصابون.

  • Currently 275/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 3967 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2008 بواسطة ayadina

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,344,819

التخطيط وتطوير الأعمال