باختصار شديد يمكن تعريف الرؤية Vision هي تلك الحالة البعيدة التي تريد أن تصبح عليها !

أما المهمة Mission فهي الطريق الذي سيوصلك إلى تلك الرؤية. نعم بهذه البساطة ولا أريدك أن تدخل في متاهات التعاريف الأكاديمية. 

لنفرض أن رؤيتك كدولة مثلاً دبي أن تصبح قبلة العالم في الشرق الأوسط .. وهذه حالة مستقبلية ربما تحتاج 50 سنة لتصل إليها .. وهذه الرؤية ويجب صياغتها بشكل مكتوب واضح كأن تقول ” أنا دبي رؤيتي أن أصبح مركز الشرق الأوسط”.

أما المهمة، فهي الطرق التي سأسلكها لأحقق هذه الرؤية، فمثلاً تقول الـ Mission الخاصة بي كدبي أن أوفر البنية التحتية اللازمة والمتطورة وحاضنات التكنولوجيا والمشاريع .. فهذه المهمة أكثر تفصيلاً و وضوحاً من الرؤية وتحدد أدوات عملية يجب القيام بها لكن أيضاً لا يجب التفصيل بشدة فيها، أي لايمكن أن نقول ضمن المهمة أن ننشئ خمسة مطارات وعشرين منطقة حرة و نحسن جودة كابلات الإنترنت البحرية .. لا نحتاج لهذا التفصيل .. فقط يكفي أن تقول بأن نطور البنية التحتية .. أما لاحقاً تأتي البرامج المرحلية والأهداف الصغيرة التي تنفذ تلك المهمة.

أي يجب أن نفهم الرؤية كقمة الهرم، مختصرة جداً و أحياناً غامضة قليلاً .. وبعدها التفصيل قليلاً في المهمة لنصل إلى تلك القمة .. وبعدها ننزل إلى قاعدة الهرم وهنا الأهداف والبرامج المرحلية الصغيرة لتنفيذ المهمة التي ستوصلنا إلى الرؤية.

مثال آخر عن رؤية كوكا كولا هي عبارة بسيطة جداً ” refresh the world” نعم بهذه الكلمات صاغت كوكا كولا رؤيتها، لكن كيف ستوصل هذا الإحساس بالإنتعاش إلى العالم؟ عن طريق منتجات متنوعة باردة سواء كانت كولا أو غيرها .. وكيف سنحقق كل منتج هنا نأتي بالأهداف

يجب ملاحظة أن الرؤية لايجب تغييرها بكثرة وتكون غالباً تبصر لمرحلة بعيدة المدى تلتزم الشركة بالعمل للوصول إليها، مثلاً لو كنت شركة صناعة سيارات لا يجب أن تقول رؤيتي ” أن أقدم سيارات فاخرة ” فربما تتدهور الأحوال الاقتصادية بمختلف أنحاء العالم خلال 3 سنوات ويختفي الطلب على هذه السلع الفاخرة ! بل يمكنك أن تضع رؤيتك ” أن أقدم وسائط نقل مناسبة للجميع ” .. لاحظ أني قلت وسائط نقل وليس سيارات .. فربما أصنع بواخر وطائرات وقطارات أيضاً .. كل هذا يصب في الرؤية فلايجب تحديدها بشدة كما لا يجب أن تكون فضفاضة جداً ولا يجب أن تكون قصيرة المدى.

أما المهمة فهي منسجمة دائماً مع الرؤية. فلو كانت رؤيتك ” نوفير وسائط نقل مناسبة للجميع ” فيمكن صياغة مهمتك ” عن طريق صناعة عدة موديلات من السيارات لتناسب مختلف الميزانيات والتوسع في الإنتاج نحو أسواق جديدة “.

لاحظ أن الرؤية تصاغ بعبارة أقصر عادة والمهمة تكون أطول لأن فيها تفصيل أكثر.

أمثلة عن رؤى شركات أخرى:

ديزني لاند ” أن نكون أسعد مكان على الأرض “

لاحظ معي كيف تمت صياغة هذه الرؤية، عناصرها الأساسية هي مكان + سعيد + على الكرة الأرضية، يعني يجب أن يكون أسعد مكان في أي دولة هي ديزني لاند .. لاحظ لم يقولو كأن نكون صالة ألعاب مثلا؟ لأنه يمكنك أن تكون صالة سينما وتكون أسعد مكان كذلك يمكنك أن تكون تزلج على الجليد أو سباحة .. فالرؤية مرتبطة بإعطاء شعور السعادة وهو ما تعنيه ديزني 
ماكدونالدز ” أن نكون أفضل أسرع مطعم “

لاحظ لم يقولوا أن نكون الأفضل في الهامبرغر؟ لأنه مستقبلاً ستقدم وجبات إضافية كالبيتزا وغيرها وحتى ستقدم وجبات فطور وعشاء وحتى المشروبات .. إذن لايجب أن تربط رؤيتك بشيء ضيق مثل نوع معين من المنتجات .. ولم تقل ماكدونالدز أن نكون أسرع مطعم وجبات سريعة .. لأن هناك العشرات من المطاعم السريعة .. فقالت أن نكون أفضل الأسرع .. أي وضعت الجودة قبل السرعة وهو مايهتم به كل الزبائن .. فلا مشكلة عندك لو تأخرت وجبتك 5 دقائق لكن تصلك ساخنة وشهية وشكلها مرتب.

أمثلة عن مهمات شركات أخرى:

سوني ” أن نجرب متعة تطبيق التكنولوجيا لخدمة الصالح العام”

هذه من أروع عبارات المهمة التي قرأتها في حياتي، سوني شركة عبقرية لدرجة أنها تولد تقنيات جديدة وتقتلها .. ليست شركة تابعة لذلك لم تقل أن نقدم أفضل وسائط ترفيه في العالم كناية عن جهاز البلاي ستايشن أو قبلها الووك مان .. لكنها شركة تكنولوجية وهدفها أن تطوع هذه التقنيات لخدمة الناس وترفيههم وتسهيل الأعمال وكل شيء بدءاً من قرص الفلوبي ديسك الذي كان اختراعاً ثورياً حينها و وصولاً لهواتف سوني الذكية بعدما اشترت شركة إيركسون.

3M ” أن نحل المشاكل غير المحلولة بطريقة مبتكرة “

شركة 3M معروفة بتقديم مواد لحل المشاكل في مختلف الصناعات كاللاصق الذي يمكن فكه ولصقه عدة مرات وبنفس الجودة، لكنها ربطت حلولها بالإبداعية والإبتكار أي لاتقدم لك حلول تقليدية .. وطالما البشرية تستمر هناك مشاكل تظهر لايمكن حلها .. وستأتي 3M وتفعلها .

وول مارت ” أن نعطي الناس العاديين فرصة شراء نفس الأشياء التي يشتريها الناس الأغنياء “

تعمل سلسلة متاجر وول مارت على إستراتيجية الأسعار المخفضة وفيها تجد فرصة شراء سلع كالتي يشتريها الأغنياء لكن بأسعار بمتناولك وذلك بفضل خبرتها وقدرتها على المنافسة السعرية لحجمها الهائل .. فلم تحدد وول مارت ما هي الأشياء التي ترخص أسعارها كذلك لم تخفض من الجودة .. ولعبت على وتر العامل النفسي للمال فلم تقل لدينا أرخص الأسعار .. بل قالت سنعطيك فرصة شراء الأشياء التي يشتريها الأغنياء وكأنك أصبحت غنياً بفضلنا .. وطالما أن هناك إختلاف في ميزانيات الناس ستكون هذه المهمة صالحة دوماً.

المصدر: مدونة ناسداك للإدارة والتسويق وريادة الأعمال
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2892 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2018 بواسطة ayadina

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,138,467

التخطيط وتطوير الأعمال