عند تقييم شركتك، ستقوم أي مؤسسة تمويل بطرح سؤال رئيسي وهو " هل هذه الشركة قابلة للإستمرار أم لا ؟ " وهو ما يعني ببساطة قدرة المشروع على الإستمرارية، أي قدرة شركتك على الإستمرار في التواجد والعمل والنمو في مواجهة أية مخاطر تتعلق ببيئة عمل مشروعك. لذا فإن مختلف مؤسسات التمويل ستضع بعين الإعتبار قدرة مشروعك على الإستمرارية، وذلك لأسباب مختلفة:
أ- فى حال التمويل بالإقتراض: ستهتم مؤسسات التمويل التي تقدم قروضاً بقدرة مشروعك على الإستمرارية لأنها تريد أن تضمن إسترداد المبالغ المقترضة ، بالإضافة إلى الفوائد المستحقة عليها ولك بهدف تحقيق الأرباح فلو أنك أفلست غداً ، لا قدر الله ، لأى سبب من الأسباب ، فإن هذا يعني الخسارة بالنسبة لمؤسسة التمويل.
ب-فى حال التمويل بالمشاركة في رأس المال : يسعى المستثمرون إلى تحقيق عائد إستثماراتهم في المدى الطويل في شكل نصيب من أرباح المشروعات ، لإذا إستمرت شركتك في تحقيق الخسائر أو الخروج من السوق ، فهذا يعني خسارتهم.
لذلك ستقوم كل مؤسسات التمويل بدراسة التوقعات المستقبلية لشركتك، وما إذا كانت شركتك قادرة على الإستمرار في العمل والنمو وتحقيق الربح من عدمه.
كما ستدرس تلك المؤسسات عناصر أخرى مثل : إمكانية إستمرار الشركة في بيع منتاجتها أو خدماتها مستقبلاً ، ما يعني أنها ستقوم بدراسة السوق لمعرفة ما إذا كان هناك طلب كاف على منتجك في الأسواق التي تعمل بها ، سواء كانت محلية أو دولية ، كما أنها ستقوم بدراسة الهيكل الإداري ، وتقييم المهارات الإدارية لشركتك.
بالإضافة إلى ذلك ، ستدرس مؤسسات التمويل كيفية تنظيم العمل داخل شركتك، ومدى إهتمامك بشئون التنظيم الإدارية المتعارف عليها فعلى سبيل المثال، إذا كانت شركتك تعتمد على شخص واحد لتسيير العمل بها، مع غياب موظفين إداريين وغياب أي وسائل لضمان إستمرارية العمل في حال غيابك أو غياب المسئول الأول عن الإدارة فلن تكون مؤسسات التمويل مستعدة لتمويل مشروعك.
كما أنه إذا كان عملك يعتمد على عميل واحد أو منتج واحد ، فإن مؤسسة التمويل سينتابها القلق حول مستقبل عملك إذا تحول هذا العميل الواحد للتعامل مع منافسك.
لذا، تعد قدرة مشروعك على الإستمرارية عنصراً حاسماً بالنسبة لكافة أنواع مؤسسات التمويل.