عليك أن تفكر دائمًا عندما تختار الصلصال، وطرق الشي والزخرفة، والألوان والصقل الذي تستخدمه لأية قطعة من الخزف، وكلها أمور حيوية لنجاح العمل، لكن هل تعلم ما المواد الصحيحة؟ المحاولة والخطأ هما السبيل الوحيد للتعلم.

ولكل طريقة من طرق التشكيل الصلصال المناسب وما يناسبها من أساليب الزخرفة والتزجيج المختلفة.

البحث عن مصدر إلهام:

يُسأل الخزافون أحياناً الذين تعكس أعمالهم أسلوباً مميزاً أخاذاً عن سر ومصدر إلهامهم، والجواب دائماً مختلف ومدهش، يأتي الإلهام من مصادر عادية تماماً ومصادر غريبة في آن واحد.

- مواد المصادر الأولية:
وهي أي مصدر تكون أنت أول من يجربه، ومواد المصادر الثانوية وهي أي مواد تجربها نقلاً عن آخرين. وتشمل برامج التلفزيون والراديو، والأفلام، والمسرحيات والكتب، والجرائد والمجلات من كل نوع.

- صور من الطبيعة:
تمدنا الطبيعة بمصدر لا ينضب من الصور المرئية وأشكال، تركيبة ، نماذج، ألوان ويترجم كل هذا إلى أوان خزفية بشكل جميل.

ابحث حول شاطئ البحر عن الطحالب، القواقع، الحصى أو حتى في الحياة البحرية كنجم البحر وغيره. أجر دراسة عن الأشجار، والورود والخضر، والفاكهة والعشب التي في حديقتك أو في القريب. يمكنك تجفيف بعضها لترى تغيرها وانظر إلى أشكال الصبار والفطر البديعة، التي تعطي غالباً نماذج وتركيبات غريبة.

ادرس مادة مصدرك بتفصيل دقيق مركزاً على الصفات الأكثر نعومة للساق أو البتلة. أو قم باستخدام الشجرة أو النبتة ككل لإلهامك بالتصميم.

- صور من عالم صنعه الإنسان:
تستطيع الاستفادة من المعدات والآلات والأدوات الموسيقية ودمى الأطفال وأدوات المطبخ ومختلف الموضوعات اليومية الموجودة في كل بيت. وستكون مصدراً غير متوقع للإلهام. كذلك الأقمشة والمواد من كل نوع؛ من الحرير حتى الجلد، تقدم لك أساساً لنماذج مكتشفة وتصميمات مبتدعة مناسبة لزخرفة السطوح. بينما توفر الأحذية والملابس أشكالاً وتركيبات جديدة.

- أفكار من العالم حولنا:
يمكن أن تصبح بيئتنا مصدراً مدهشاً ورائعاً للإلهام. رغم أن معظمنا لا يعطي ذلك أي اهتمام. وكل بيئة تقدم شيئاً مختلفاً تمامًا؛ قارن منظراً طبيعياً ريفياً بخطوطه الطبيعية وتركيبته، بألوانه الهادئة والإحساس بالفراغ فيه مع منظر من المدنية؛ حيث تسيطر الطرقات والأبنية والألوان واضحة والإحساس بالضجة واحتشاد الناس. وغير ذلك.

- المتاحف وصالات الفن:
على أنه لا يوجد بديل للتجربة الشخصية المنفردة للمحاولة والعمل بطرق مختلفة تجدها بنفسك، إلا أن أي شخص يهتم بالخزف ينبغي أن يزور المتاحف وصالات العرض الفنية ما استطاع ليرى كيف تطور عمل الخزافين عبر التاريخ ستجد نماذج من الخزف المعاصر في الصالات الفنية التجارية.

كثير من الطلبة الذين يزورون المتحف لأول مرة يظن - خطأ - أن كل أفكارهم وجهدهم يجب أن ينصب على الخزف، لكن المتاحف تزودنا بمجموعات رائعة من الخزف إضافة إلى مصادر أخرى لإلهام العين والعقل بأشياء جديرة بالتذكر؛ مشروعات يومية وآثار فنية من حضارات ومناطق مختلفة.

إذا نظرت إلى نتاج فترة تاريخية معينة فحاول استيعاب معتقدات واهتمامات ذلك المجتمع وانظر كيف أثرت على فنهم.

ادرس الأدوات، والأسلحة والمجوهرات التي اتخذوها مصادر لتصميماتهم. سيثير قسم التاريخ الطبيعي في المتحف اهتمامك بمجموعاته من الهياكل العظمية والحياة المحنطة (المستحثات) والصخور.

والجانب السلبي الأهم في مشاهدة عروض المتحف أو صالات العرض هو انعزالها وعدم القدرة على التعامل بها. فالمؤسف أنه دون الإمساك بقطع الخزف ولمسها لا يمكنك تقدير ميزاتها الدقيقة من الوزن، الشكل والتركيبة. تسمح صالات العرض الفنية أحياناً بالتعامل مع القطع.

الاستفادة من زيارة المتاحف :
اسمح لنفسك بأطول وقت ممكن للزيارة وخذ معك دفتر رسم وأقلام رصاص.

استخدم دفتر الرسم لتسجيل أكبر قدر من المعلومات عن مادة تروق لك، قم بدراسات عن التفاصيل المهمة والأشكال الخاصة؛ ادرس الطرق المختلفة للتشكيل والتي يمكن استخدامها وتجسيمها بالصلصال. اكتب ملاحظة عن أية أساليب زخرفة معينة للحصول على تركيبة أو نموذج خاص.

مواد المصادر الثانوية:

الرسومات والألوان، و الصور الفوتوغرافية، والجرائد، والكتب، والمجلات، وبرامج التلفزيون والأفلام؛ تمثل المصدر الرئيس لمواد المصادر الثانوية؛ فهي تزودنا بكمية هائلة من المعلومات. قد توحي لك قصيدة، أو قصة خيالية، أو عنوان في جريدة بفكرة تمثال؛ أو تلهمك لوحة مشهورة بلوحة تشترك بالموضوع نفسه، وحتى المخطط البياني في مجلة علمية قد يعطيك إلهاماً غير متوقع.

وتستخدم مواد المصادر الثانوية كمصدر غير مباشر للإلهام. والأمر يقتصر على مجرد نسخ ساذج للتصميم بل هو طريقة للتعبير عن الفكرة وعن الإحساس بهذا التصميم، وعلى سبيل المثال، تثير قصة ما أفكاراً معقدة وصوراً مختلفة عند أشخاص مختلفين رغم أن القصة واحدة. فتعبيرك عن هذا المصدر المعروف هو تجسيد لشخصيتك في العمل.

وتنفع مواد المصادر الأولية النحاتين بشكل خاص؛ فتكون التماثيل تجسيداً لأفكار أو أحاسيس أو صور مرئية.

ومن المفيد الاحتفاظ بصور ومقتطفات في غرفة الأستوديو لديك كمرجع أو دليل (كتالوج) يتعلق بالموضوع . كتب من كل الأنواع: أدبية، علمية، فنية، جغرافية. ورسومات أو تماثيل، ومجلات وقصص خيالية أو كلاسيكية، وكل نشاط إنساني ممكن في هذا السياق.

- تسجيل المعلومات:
حاول تدوين أكبر قدر ممكن المعلومات من مواد مصادر قبل البدء بالعمل. فهذا يجعلك تمعن النظر بفكرتك وتطلع على التفاصيل الهامة مما يزيد استيعابك للشكل، والبنية والنموذج. تُسجل المعلومات من خلال الرسم التخطيطي، والصور الفوتوغرافية، أو الملاحظات - إلى حد ما -، ومن الأفضل الجمع بين كل هؤلاء.

- الرسم :

ربما تكون هذه الطريقة المثلي لتسجيل المعلومات لكنها لا تزودك إلا بانطباع عن بعدين من أبعاد العمل الذي تعده مصدرك. إذا كنت تستخدم المصدر لمشروع تمثال أو لشكل فخاري، أكثر من مجرد زخارف لسطح ما. فعليك رسم الموضوع من عدة زوايا ومواقع كي تقدر على استحضار صورته أمامك على أكمل وجه قدر الإمكان.

عندما تكون التفاصيل غير مهمة، حاول التركيز على التقاط الشكل و البنية، وإذا اقتضى الأمر، قسم الشكل إلى مجموعة متتابعة من الأشكال الهندسية البسيطة مبدئياً. ثم أضف بعد ذلك تفاصيل أكثر إلى المخطط العام. وعندما تحتاج لتسجيل تفاصيل معينة أو بنية، ركز على المناطق الصغيرة ؛ على سبيل المثال : اقطع ثمرة ملفوف أحمر وتفحص تعقيدات وانثناءات الورقة.

سترى أن مساحة (2.5 سم مربع) من تلك المادة مجموعة كاملة من النماذج اللازمة لزخرفة السطح كله، فحاول رسم هذا المقطع بتفاصيله الدقيقة.

ولا يتحتم عليك أن تكون فناناُ بارعاً لتستطيع تسجيل المعلومات عن التصميم المراد بمهارة لكن من المهم أن تمارس الرسم باعتباره جزءاً حيوياً ومهماً عن عملية التصميم.

وبالنسبة للمواد اللازمة :
دفتر رسم ذو شريط حلزوني قياس (آ4) وقلم رصاص يكون الرصاص داخله متوسط الطراوة. مثل نوع (ب2).

القلم والحبر أو قلم الرصاص للحصول على رسومات تعنى بالتفاصيل أما إذا أردت مخططات عامة أو مبسطة فعليك بأقلام الباستيل والطباشير فهي أنسب. عليك برش عملك دائماً بالمثبتات عند الانتهاء لأن الأنواع قابلة للتلطخ. أيضاً بإمكانك استخدام الألوان المائية للرسم. مهما كانت الوسيلة المستخدمة، قم بتجريبها على مواد مختلفة لمعرفة نقاط القوة فيها وحدودها.

أصبح شكل الصحن في هذا القطعة الفريدة مجرد إطار لصورة شخصية وأعطت ألوان الأزرق والأبيض لمسة كلاسيكية وجاء اللون الأزرق من تلوين الكوبالت و المنجنيز فوق التزجيج القصديري الأبيض قبل الشي.

الصور الفوتوغرافية : توفر الصور الفوتوغرافية الوقت والجهد لتسجيل مواد المصادر، وهي ذات قيمة في الأوقات التي يتعذر فيها استخدام دفتر الرسم.

تعطي أغلب آلات التصوير صورًا طبيعية معقولة، وصوراً عن البيئة ولقطات موحية لتسجيل المعلومات على نطاق واسع تسجيلاً ذا ميزات عالية، ومع التفاصيل فإن آلة تصوير مزودة بعدسة عاكسة مفردة حجم (35 ملم )هي أفضل من أي خيار آخر.

تلتقط آلة التصوير التعبيرات أو الحركات العابرة، الآنية وتحتفظ بمعلومات دقيقة جداً عن المصدر ومن عدة وجهات نظر ما يجعل هذه الوسيلة مناسبة لرصيد الناس والحيوانات والمصادر الحية التي لا يمكن الوقوف عندها طويلاً لرسمها.

  • Currently 344/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
120 تصويتات / 6034 مشاهدة
نشرت فى 15 إبريل 2008 بواسطة ayadina

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,037,571

التخطيط وتطوير الأعمال