يجب إلا نخلط بين صاحب المشروع الصغير المبتدئ ورجل الأعمال الموهوب فالدوافع الأولية لصاحب المشروع الصغير المبتدئ هو النجاح والبقاء أما دوافع رجل الأعمال الحقيقي فالابتكار والازدهار. ينظر صاحب المشروع المبتدئ إلى عالم الأعمال من أسفل إلى اعلي وشيئا فشيئا توفر هذه النظرة (التحتية) أساسا متدرجا في القوة يؤدى في النهاية إلى تفهم دور العملاء والعاملين في معادلة الأعمال الصعبة.
وهناك مراحل للتطور تكاد تكون ثابتة لنمو المشروع الصغير ويمكن التنبؤ بها إلى درجة كبيرة وبإدارة صاحب المشروع يمكنه إجراء التخطيط اللازم ليقلل من احتمالات الفشل وليعظم فرص نجاح المرحلة اللاحقة ومن الأهمية توقع المخاطر والكوارث والاستعداد لكل الاحتمالات.
وعموما يمر المشروع الصغير بثلاث مراحل رئيسية هي:
1- سنوات النمو
وهذه السنوات من الفترات المحببة للمشروع وصاحبه ، يتم فيها وضع قواعد لعبة الأعمال ولا يمكن لآي مشروع بلوغ المرحلة التالية دون المرور بهذه المرحلة المجهدة وفى تلك السنوات تترسخ جذور كثير من مفاهيم وثقافة المشروع لذا يجب على صاحبه أن يتأكد من توافق الرسائل الثقافية التي تصل موظفيه خلال هذه السنوات واضعا نصب عينيه الصورة النهائية لمشروعه فثقافة المؤسسة متى وجدت لا يمكن تغييرها بسهولة.
2- سنوات الدفء
تتميز سنوات الدفء بازدياد حجم المبيعات ونمو الأرباح ورجل الأعمال هو الذي يستطيع بنفاذ بصيرته استشفاف ما بعد هذه المرحلة الوردية وتأهيل مشروعه لدخول معترك وجه التطور القادم والوظيفة الأولى لرجل الأعمال خلال المرحلة الثانية يجب أن تتجه لوضع الاستراتيجيات وان يفوض الآخرين في كثير من وظائفه في أمور العمليات اليومية.
3- سنوات التحديات
كل منشأة ستمر (بسنوات التحديات) ويمكن أن تطلق عليها مرحلة انعدام الوزن ويتحدد خلالها المصير النهائي للمشروع وصاحبه بناء على مدى توفيقه في تلك السنوات والاستعداد لها بالتنظيم والتخطيط والتغيير المستمر وببساطة شديدة يمكن تأكيد النجاح إذا ما توافرت لصاحب المشروع الرغبة في تطوير ذاته وتعليم موظفيه وتنظيم عمله وتحسين سياسات شركته لمواجهة هذه المرحلة مع الإصرار على متابعة وإتمام التغيير وعلى العكس من ذلك فان فشل التوقع وعدم التخطيط لسنوات التحديات قد تؤدى إلى بيع الشركة أو إفلاسها.
المصدر:
- كتاب تعميق فكر العمل الحر / الصندوق الإجتماعي للتنمية