خطة المشروع هي أول واهم وثيقة يعدها صاحبه ويمكن التنبؤ إلى حد كبير بمقدار نجاح المشروع وفقا لجودة الخطة الموضوعة فكلما ارتفعت جودة الخطة ازدادت فرص النجاح وتعمل الخطة الأولية كأساس ومحرك لعملية التخطيط الاستراتيجي المقبلة وتؤمن التزاما بقراءات معينة من جانب صاحب المشروع ومع ذلك لا بد من تمتع الخطة بالمرونة الكافية بحيث تتكيف مع المتغيرات وتكون قابلة لإجراء أي تعديلات وهنا يكمن الفرق بين صاحب مشروع وأخر إذ أن النجاح في الإدارة يعنى أساسا الاستجابة والسرعة الحاسمة لكل المتغيرات.
ويعتبر تمويل المشروع من أكثر مهام أصحاب المشروعات تعرضا للمد والجذر فقد لا يتاح له إلا القليل من الخيارات مع قدرة محدودة للسيطرة على النتائج المتوقعة ويشكل تحديد مصادر التمويل صعوبة بالغة في البداية ويستهلك وقتا ثمينا حيث يمكن أن يواجه صعوبات في الحصول على تلك الأموال سواء من البنوك أو المؤسسات الأخرى بسبب عدم توافر الضمانات الكافية لديه وبسبب عدم كفاءة أنظمته المحاسبة ومع ذلك فان التحضير الجيد لمواجهة اضطرابات المشروع يعدد اختبارا للصمود والمثابرة والصلابة . ولعل أهم قرار في هذا الشأن هو التأكد من الحصول على القدر الكافي من المال من أول الأمر فقد لا تتاح لك فرصة أخرى إلا أن القدر الكافي لا يعنى القدر الزائد فالزيادة الكبيرة لا تقل خطورة عن النقص الكبير. وهناك قائمة طويلة بتفاصيل ما يجب على صاحب المشروع المبتدئ عمله وهى تفاصيل لا يجب تفويضها أول الأمر مع العلم بأن تفاصيل اليوم المؤجلة تتحول إلى صداع دائم غدا . والأسوأ من ذلك هو أن التأجيل يتيح الفرصة لبث بذرة المفاهيم البيروقراطية في الثقافة والسلوك الإداري للمنشأة الوليدة.
المصدر:
- كتاب تعميق فكر العمل الحر / الصندوق الإجتماعي للتنمية