كما يبلغ عدد العمال العاملين بهذه الصناعة نحو 43 ألف عامل. وكذلك تمثل 7.2% من إجمالي المنشآت الصناعية وتوازي استثماراتها حوالي 6% من إجمالي استثمارات المنشأة الصناعية في كلا القطاعين العام والخاص. وصناعة الاثاث في مصر الان تنافس أكبر الدول المصدرة للأثاث في العالم وهي ماليزيا وأندونيسيا وهونج كونج وتايلاند ورومانيا.
ويرى محللون اقتصاديون ان مصر قادرة على تحقيق نفس الطفرة وأكثر حيث أنها تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتصبح مركزا لتصنيع الأثاث الخشبي في المنطقة .. كما أن هذا القطاع المهم أمامه فرصة كبيرة في التقدم على غيره من الصناعات التصديرية الأخرى. جذب الاستثمارات وأضاف الدكتور إبراهيم فوزي أن صناعة الأثاث الخشبي حققت تقدما ملحوظا في مصر. وأن هذه الصناعة عادت لتجذب الاستثمارات من جديد لاسيما في ضوء تزايد الطلب عليها من بعض الدول العربية والاوروبية, إلا أنه على الرغم من أهمية هذه الصناعة في مصر وإدراك المستهلك المحلي والعربي وا لاجنبي لقيمتها فإنه لاتزال هناك حلقة مفقودة أدت إلى تراجع الصادرات المصرية من الاثاث بنحو 40% في ثلاث سنوات, وأشار إلى أن توسع السوق المحلي واستيعابه لكميات ضخمة من الانتاج ليس مبررا كافيا لهذا التراجع الامر الذي يستدعي تعاون كافة المنتجين والمصدرين وانشاء اتحاد لمصدري هذه المنتجات تكون مهمته استعادة معدلات التصدير السابقة, وأكد أن إقامة منطقة التجارة العربية الحرة وابرام اتفاقيات شراكة مع أوروبا وأمريكا كلها عوامل سوق تتيح لهذه الصناعة وغيرها من الصناعات تحقيق نتائج طيبة في مجال الانتاج والتصدير خاصة وأن مستلزمات هذه الصناعة متوفرة علاوة على وجود الخبرة والكوادر البشرية المدربة.
ووفقا لتقرير غرفة صناعة الاخشاب باتحاد الصناعات المصري فأن المشكلة الرئيسية التي تواجه صناعة الاثاث الخشبي في مصر الان هي مشكلة التسويق اذ ان صناعة الاثاث تحقق قيمة مضافة عالية وتتمتع بتوافر الايدي العاملة الماهرة في مصر ومن ثم يجب استغلال هذه العوامل للحصول على مردود ايجابي لصادرات الاثاث الخشبي, ويؤكد التقرير ان التصدير مهم للغاية ولا يقل أهمية عن تلبية احتياجات السوق المحلية, وأن الامر يتطلب بحث انشاء شركة مصرية متخصصة في التسويق, كما أنه من الضروري عقد اتفاقيات بين رجال الاعمال المصريين من اصحاب المصانع وبين الدول التي تصدر اخشابا للمصانع المصرية لتستورد من مصر نسبة معينة من الاثاث الخشبي. وفي هذا الاطار تقترح غرفة صناعة الاخشاب باتحاد الصناعات المصري تنظيم معارض دولية متخصصة وكبيرة في مجال منتجات الاثاث الخشبي للتعريف بهذه المنتجات في الاسواق المحلية والخارجية حيث ان المعارض هي أفضل نافذة تسويقية لمنتجات الاثاث شرط أن يتم الاعداد الجيد لها باختيار العارضين الاكفاء وتنويع المعروضات ودعوة المعنيين والمستوردين للاثاث الخشبي من الخارج, وجمع البيانات والمعلومات التفصيلية عنهم ودراسة كيفية الاستفادة من التكتلات التي تنضم إليها مصر وباقي الدول العربية مثل الكوميسا في افريقيا والاتحاد الاوروبي وبحث تصدير الاثاث العربي لهذه الاسواق الجديدة بمزايا واعفاءات جمركية وضريبية تمكن الصادرات العربية من التواجد والمنافسة بقوة مع المنتجات المستوردة المناظرة.
ويطالب محللون اقتصاديون مصريون بمساهمة السفارات والمكاتب التجارية والغرف العربية المشتركة بالخارج في الترويج للاثاث العربي الذي يتميز بشخصيته وأذواق وابتكارات لا توجد في غيره من الاثاث المنافس سواء الاوروبي أو الاسيوي مؤكدين أن مساهمة السفارات والغرف التجارية المشتركة ستسهل عمليا نفاذ الصادرات المصرية من الاثاث للاسواق الخارجية وتشجيع المصدرين على الانتاج والابتكار والتواجد في تلك الاسواق وتسهيل اتصالهم بها.
وتتركز صناعة الاثاث في مصر بشكل اساسي في محافظة دمياط بالوجه البحري اذ انها تنتج ما يقرب من ثلثي الانتاج من الاثاث الخشبي في مصر ذات الجودة والذوق العالي الذي يساير أحدث التصميمات وتعتمد صناعة الاثاث في محافظة دمياط على الصناعات الخشبية من خلال مصانع لانتاج الأخشاب والابلكاش ومصانع لانتاج أخشاب القشرة ومصانع لانتاج إكسسوارات الموبيليا والمقابض والكوالين والدهانات الخاصة بالموبليا وباقي قطع الاثاث المختلفة.
وتنتج محافظة دمياط ما يقرب من ثلثي إنتاج الأثاث بمصر ويبلغ إنتاج الإجمالي السنوي 375 ألف حجرة ما بين (نوم -وسفرة -صالون- وانتريه) فضلاً عن إنتاج المطابخ والكرسي وبهذه الحرفة ما يقرب من 100 ألف عامل فضلا عن الأنشطة الصناعية والتجارية المساعدة ويقدر الإنتاج اليومي بما يقرب من مليونان من الجنيهات المصرية.
ونظراً لجودة المنتج الدمياطي من الأثاث وتوائمه مع ما يحدث من تطور عالمي لهذه الصناعة فقد وجد الأثاث الدمياطي له مكاناً على الخريطة التصديرية منذ سنوات لينافس الإنتاج العالمي ويتفوق عليه ويوجد بمحافظة دمياط معرض دائم لصناعة الأثاث يتم من خلاله عرض كافة المنتجات التي تصنع داخل المحافظة.
ويعتمد النشاط الاقتصادي بدمياط بشكل أساسي على العنصر البشري باعتباره أهم الموارد التي تمتلكها المحافظة ولتميز السكان بالنشاط وحب العمل و إتقانه وهذا النطام يسمح بتوفير الجودة و يقوم على وحدات إنتاجية صغيرة و تتوجه جهود المحافظة مع الصندوق الإجتماعى لدعم تلك الوحدات الإنتاجية وتقدم القروض للحرفيين وتوفر مستلزمات الإنتاج.وكان من ثمار هذه الجهود أن اصبح لدمياط معرض دائم بأرض المعارض بالقاهرة لعرض الموبيليات ذات الجودة والذوق العالية والذوق الرفيع.كما المحافظة قطعت شوطاً كبيراً في تصدير الإنتاج للدول العربية.تلعب الوحدات الإنتاجية الكبيرة والمملوكة لقطاع الأعمال العام دورها في زيادة الإنتاج.
اما ثلث صناعة الاثاث الباقي في مصر فيتوزع بين بعض محافظات الجمهورية مثل الجيزة والمنيا واسيوط حيث تنتج هذه المحافظات ما يكفيها او يزيد عن حاجتها ليلبي احتياج محافظة مجاورة على الاكثر وذلك من خلال مجموعة من الورش الصغيرة تنتشر في المحافظات المعنية وندر ما يوجد مصنع كبير للاثاث في هذه المحافظات.