لم يختلف مصنع البويات والألوان الخاص بماجد موريس دانيال عن المصانع المحيطة به في المنطقة الصناعية الجديدة بمحافظة بني سويف كثيرا. حيث يتفق في المظهر الخارجي مع المصانع الاخري ، لكن مع الاقتراب أكثر يتبين اختلاف وتيرة العمل وحجم النشاط داخل ورش المصنع.
بدأ دانيال تأسيس مشروعه برأس مال قدره 20000 جنيه في عام 1998. حيث قام بتوظيف عدد من العمال وشراء الآلات والمعدات التقليدية المستخدمة في صنع البويات والألوان بالطريقة الكيميائية. واستمر في مزاولة مهنته علي نفس الوتيرة مع زيادة المنافسة القوية من المصانع الاخري في نطاقه الجغرافي .ومن ثم فكر دانيال في الاتجاه إلي التطوير في منتجاته وزيادة معدل الإنتاج ليستطيع مواكبه التغيرات التي تحيط به من كل اتجاه.
في الوقت نفسه سمع دانيال بالدورة التدريبية التي تتم فعاليتها في مقر جمعية "رجال أعمال أسيوط "لتنمية المجتمع المحلي ، والموجهة خصيصا لتطوير ودعم فئة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ينتمي إليها. فالتحق علي الفور وانتظم في حضور الجلسات التدريبية ، بالإضافة إلي حضوره العديد من الندوات التوعية التي قام المشروع بتنظيمها لرفع الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها المختلفة لتطوير المشروعات الصغيرة.
بالإضافة إلي تعلم المهارات والتطبيقات الأساسية للحاسب الآلي والتي تمكنه من إدارة وتنظيم العمل داخل المصنع عن طريق البرامج المتخصصة مثل برامج الحسابات والمخازن ، تعلم دانيال أيضا التسويق الاليكتروني والتعامل مع شبكة الانترنت .حيث اتجه مباشر للإطلاع علي الآلات الحديثة المستخدمة في صناعة الألوان والبويات الكيميائية ، والتي يؤدي استخدامها إلي مضاعفة حجم الإنتاج وان حال ارتفاع شرائها واستيرادها من الخارج عائقا أمام حلمه الدائم باستخدامها في مصنعه.
لم ييأس دانيا واستمر في البحث والإطلاع حتى توصل إلي الحل الذي مكنه من استخدام الآلة الحديثة مع التغلب علي نفقات الاستيراد ، حيث تمكن من تجميع الأجزاء المختلفة بالاعتماد علي بدائل موجودة في السوق المحلي وتركيبها وفقا للرسومات الفنية المعروضه علي شبكة الانترنت. في البداية واجهه الكثير من مشكلات التشغيل والأعطال ، إلي تم التأقلم والتعود علي الإسلوب الجديد في العمل. كانت النتائج المباشرة تضاعف حجم الإنتاج وزيادة حجم التوزيع في وقت قياسي.