لم يكن وائل عبد الحفيظ صاحب مصنع الصائر والمثلجات يتخيل انه يمكن أن يتعامل مع الحاسب الآلي أو البرامج التكنولوجية الحديثة التي طالما سمع عنها ولم يفكر مطلقا في استخدامه. بدأ وائل مشروعة الصغير بطريقة تقليدية بدراسة احتياجات السوق وتحديد المنتج الذي سوف يقوم بتصنيعه وقرر تصنيع العصائر حيث ندرة وجود جهة مصنعة لها في نطاقه الجغرافي.
وعلي الرغم من أن صناعة المثلجات والعصائر تتناسب تماما واحتياجات الوجه القبلي حيث ارتفاع درجة الحرارة، وطول فترة الصيف ، إلا أن كثير من المصاعب قد واجهت وائل أثناء سير العمل مثل صعوبة تسويق المنتجات بالسرعة المطلوبة حيث أن ذلك يتطلب معرفة وإلمام بآليات التسويق مع سرعة في التنفيذ، مما أدى إلى نسبة كبيرة من الفاقد في المنتج في كثير من الأحيان وبالتالي الخسارة المادية.
وفي أثناء ذلك بدأت فعاليات تدريبات مشروع "استخدام تكنولوجيا المعلومات لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة" في محافظة أسوان لتدريب أصحاب المشروعات على التطبيقات التكنولوجية التي من شأنها رفع كفاءة العمل عن طريق سرعة إنجاز العمليات اليومية وفتح أسواق جديدة وسرعة الانتشار مع المواكبة المستمرة لمتغيرات السوق.
كانت فكرة وائل في ذلك الوقت عن الحاسب الآلي تتلخص في أنه مجرد أداة لمشاهدة الأفلام والبرامج الترفيهية لتمضية الوقت وهو الشخص الدائم التفكير في مصلحة العمل والتغلب على مشكلات الإنتاج، وبالتالي عزف عن التعرف على الكمبيوتر أو أي من تطبيقاته. كانت نقطة التحول عندما حضر وائل ندوة التوعية التي تم عقدها في محافظة أسوان عن المشروع ودور تكنولوجيا المعلومات في تنمية المشروع الصغيرة والتي يمكن من خلالها التغلب على كثير من المصاعب التي تؤثر على نمو وانتشار المشروع.
بعد التحاقه بالدورة التدريبية اكتشف وائل مدى خطأ ونقص معلوماته عن كثير من الأدوات والبرامج التكنولوجية التي تمكنه من إنجاز العمل في أوقات قياسية، بالمقارنة مع الطرق التقليدية، مثل البرامج المحاسبية وبرامج المخازن بالإضافة إلى تعلم استخدام الانترنت وآليات التسويق الاليكتروني والتي استفاد منها وائل بصفة خاصة، حيث يقول " في وقت قياسي فتح أمامي المجال للتعرف على كثير من الأسواق الجديدة في باقي المحافظات، وقمت بالتشبيك مع العديد منها، كما أن نسبة ترويج منتجي ارتفعت بعد استعانتي بالانترنت"
يضيف وائل " منذ شهرين كنت مقتنعا أن الحاسب الآلي لم يكن له من فائدة إلا إهدار وقتي وإضاعة الكثير من الفرص، الآن لا أستطيع أن أتخيل استمرار مشروعي بدونه".