نتناول بإيجاز بعض وسائل منع الحوادث كالتالي:

1- الوسائل الميكانيكية لمنع الحوادث

كان تصميم الآلات إلى وقت قريب يهدف إلى اكتشاف الطرق لتحسين نوع العمل وزيادة الإنتاج ولم توجه العناية لوضع قواعد سلامة العامل ولكن الاتجاه الحديث يأخذ عوامل السلامة وتلافى الحوادث في الاعتبار عند التصميم بجانب زيادة الإنتاج ودقته وقد يقتضى الأمر ابتكارا لتصميم الآلة أو تغيير طريقة عملها لتحقيق الأمان المطلوب والحفاظ على سلامة العامل وقد يكون المطلوب بناء حواجز ووسائل وقائية حول الآلات الخطرة أو احتياطات أخرى كوضع أزرار إدارة الآلة بعيدا عنها حتى يضطر العامل البعد عنها عند تشغيلها وينبغي ألا تتطلب الآلة جهدا أو قدرة من العامل تفوق قدرته فالآلات التي تتطلب قوة غير عادية أو سرعة في الاستجابة أو نماذج حركة لا يستطيع العامل العادي القيام بها بسهولة تعتبر سيئة التصميم كما يجب أن تبين الآلات البيانات التي يحتاج إليها العامل بسهولة لمعرفة مصدر الخطر عند وقوعه أو تستخدم لذلك إشارات التحذير لتوجيه نظر العامل إلى نواح خاصة فظهور ضوء من لون معين يبين للعامل قرب انتهاء المواد الخام أو الوقود وهكذا ويتطلب الأمان بعض النواحي السيكولوجية التي سنناقشها ، واستخدام الحواجز التي لا تسمح بمرور أجزاء الجسم إلى الأجزاء الخطرة وتسمح فقط بمرور المواد لتصل إلى الأجزاء القاطعة وكذلك استخدام بعض الطرق لقطع التيار الكهربائي وتوقف الآلة إذا وضع العامل نفسه في موقف خطر في حالة وجود جسمه قريب من الأجزاء الحادة في تلك الآلة حتى تتوقف الآلة تماما ولا يصاب بأي حادث .

2- مناسبة تصميم الآلات للخصائص الإنسانية

توجد بعض النواحي الواجب مراعاتها في تصميم الآلات لتتناسب الخصائص الإنسانية وتخفض من الحوادث منها:

 وضع وسائل إدارة وإيقاف الآلة في ذات مكان الآلة
من الأخطاء الشائعة وضع وسائل إدارة الآلة في غرفة منفصلة عنها حيث يؤدى إلى وقوع الحوادث نتيجة لبدء عامل التشغيل إدارة الآلة في وجود عامل أخر في غرفة الآلة حيث يكون معرضا للإصابة بمجرد عملها لذلك ينبغي لذلك ينبغي أن تكون وسائل تشغيل وإيقاف الآلات بالقرب منها قدر المستطاع كما أن وضع وسائل إيقاف الآلة بعيدا عنها يغرى العامل بتنظيفها أثناء عملها حتى لا يتحمل مشقة الوصول إلى مكان الإيقاف ويجب أن تكون هذه الوسائل في موضع يسهل الوصول العامل إليه ويكون ليس مرتفعًا عن مستوى اليدين أو منخفضًا عن وسط العامل.

 التتابع الصحيح لخطوات التشغيل
قد تقع بعض الحوادث إذا فشل العامل في إتباع التعاقب الصحيح لخطوات العمل ومن أمثلة ذلك صب الماء على الحامض بدلا من العكس ولذلك يجب إعادة ترتيب الأدوات والمعدات أو اتخاذ أي إجراءات أخرى لضمان التتابع الصحيح لخطوات العمل وفى الأحوال التي لا يمكن فيها حل هذه المشكلة بسهولة يمكن النظر في استبدال الآلات أو المواد أو استخدام معدات الوقاية الشخصية للعامل لمواجهة خطر عدم إتباع التعاقب الصحيح للعمل.

3- التوحيد في الألوان وفى تصميم الآلات

ينبغي إتباع أسلوب نمطي في اختيار أماكن تشغيل وإيقاف الآلات وكذلك اختيار الألوان التي تعطى معنى معينًا إذ يساهم ذلك في توفير ظروف عمل آمنة؛ فالعاملون يستخدمون حواسهم الخمسة لإدراك الأشياء والتغيرات في محيط العمل وتنتقل الإشارات عن طريق الجهاز العصبي إلى المخ لتقييم البيانات ويسترشد الفرد بتدريبه السابق وخبراته في عملية التقييم، فإذا اتفق إدراك الفرد مع خبراته السابقة يكون التقييم صحيحًا ويتم في فترة قصيرة، أما إذا كان الموقف لا يتوافق مع خبرات الفرد السابقة فإن ذلك يؤدى إلى اضطراب العامل وعدم تقييمه الصحيح للأمور أو على الأقل الإبطاء في عملية التقييم، ولذلك فإن توحيد استخدام الألوان وتصميم الأدوات وأماكن وسائل تشغيل الآلة وإيقافها يؤدى إلى عدم اضطراب العامل ويسهل على الفرد تقييم الموقف بسرعة، فمثلا وجود وسائل إيقاف الآلة في مكان عكس الآلات الأخرى يؤدي إلى خطأ العامل ويساهم في زيادة أثر الحادث وكذلك استخدام اللون الأحمر لبيان أماكن الخروج في حالة الطوارئ لا يتفق مع فكرة الأفراد من أن اللون الأحمر يعنى الخطر.

4- اتفاق المطلوب مع نماذج السلوك العادية

صممت إحدى المنشآت في الخارج عربة نقل ثقيلة يؤدى استخدام عجلة القيادة بها إلى عكس نتائج العربات العادية فإذا استخدام السائق عجلة القيادة إلى اليمين تحركت العربة يسارا وطبيعي أن ذلك عكس الاستخدام العادي لعجلة القيادة في كافة أنواع السيارات الأخرى وبذلك فإن الفرد الذي يعمل على تلك العربة يواجه مشكلة التعارض مع العادة المستقرة القوية لتوجيه عجلة القيادة إلى اليمين للاتجاه يمينا وأدت كثرة الحوادث للعاملين على تلك العربة إلى معرفة الأخطار التي تنشأ عن طلب نموذج من السلوك يتعارض مع السلوك العادي المستمر ولذلك فإن المشرفين يجب أن يتحققوا من أن الأدوات الجديدة لا تتطلب من العامل نماذج للسلوك تتعارض مع نماذج السلوك العادية.

5- استخدام المعدات الشخصية للوقاية

يراعى إيجاد البواعث النفسية لحث العمال على استخدام الوسائل والمعدات التي يقومون باستخدامها أثناء العمل فإذا كانت برامج التدريب غير كافية يراعى إيجاد الحافز المالي بدفع مبالغ إضافية للعمال الذين يتعاونون في استخدام هذه المعدات كما ينبغي أن تكون المعدات الوقائية مضمونة وتعمل على تلافى الأخطار وتمنعها بكفاءة إذ أن المعدات التي تحمى العامل من جزء من الأخطار ولا تمنعها منعا باتا تؤدى إلى زيادة الحوادث، حيث إن العامل يعتبر أنها تعطيه وقاية أكثر ويصبح أقل حذرًا واعتمادًا عليها، والمعروف أن الفرد يكيف نفسه لدرجة الخطر التي يعلم ارتباطها بعمله فإن استخدام تلك المعدات يجعل الأخطار اقل وضوحا ويسبب زيادة معدل الحوادث وينبغي أن يبين بكل وضوح مصادر الخطر التي يتعرض لها فإذا كانت المعدات تحميه من نوع معين من الأخطار ولا تفيد في أنواع أخرى، ولذلك يراعى إيضاح درجة الوقاية التي تعطيها معدات الأمن الصناعي للعامل والأخطار الأخرى التي لا تصلح لتجنبها حتى لا يبالغ في تقديره لقدراتها الوقائية.

6- تحسين بيئة العمل

سبق الإشارة إلى أهمية ظروف العمل وبيئته في التسبب في الحوادث لذلك يجب تهيئة محيط العمل واستخدام معدات الوقاية مثل أنواع الملابس الخاصة التي تعطى أجزاء جسم العامل وقاية من المواد المتطايرة، أو أنواع خاصة من النظارات أو أقنعة الوقاية من الغازات أو أحذية وقاية القدمين، ويؤدى تحليل أنواع الإصابات والحوادث المختلفة المرتبطة بكل عمل إلى معرفة مصادر الخطر وأسبابه مما يمكن من تحديد أنواع الوقاية المطلوبة عند وجود استخدام العامل لأنواع معينة من هذه المعدات فيجب عدم السماح له بالوصول إلى قسمه قبل حصوله على تلك المعدات ويفضل أن يعد مكانًا لحفظها وتصرف منه للعامل، كما لا يسمح للزوار بالتجول في القسم قبل استخدامهم لتلك المعدات، ويجب تعليم الأفراد وإقناعهم بأهمية هذه المعدات وبيان الأخطار التي يتعرضون إليها بدون استخدامها، وتعتبر أفضل المعدات الوقائية تلك التي يتم ترتيبها بالطريقة التي تجعل من الضروري للعامل استخدامها في الإنتاج ولا يستطيع بدء العمل إذا تركها.

ويجب العمل على تحقيق الشروط المناسبة لنواحي بيئة العمل المختلفة مثل:

  •  تزويد مكان العمل بالإضاءة المناسبة.
  •  التحكم في درجة الحرارة ودرجة الرطوبة حتى لا تزيد أو تقل كثيرًا عن الدرجة المطلوبة.
  •  تحديد معدل سرعة مناسبة للعمل إذ أن زيادته تؤدى إلى سرعة تعب الفرد وزيادة الحوادث.
  •  الإقلال من الضوضاء قدر المستطاع.
  •  تكوين العادات السليمة لتحقيق الأمن الصناعي.

يتفق علماء النفس على أنه من المحبب ثبات واستقرار أنماط السلوك المرغوب فيها وتكوين عادات مستقرة منها ولذلك يجب دفع العاملين على القيام بالطريقة المثلى التي تحقق سلامتهم وتقلل من حوادث العمل وجعلهم يكررون العمل بهذه الطريقة حتى تصبح عادة مستقرة تمكنهم من أدائه أليا مما يحقق خفض عدد الحوادث والمعروف أن هناك طرقا معينة لاستخدام أدوات العمل وأوضاعا يتخذها العامل عند عمله تعتبر أفضل من غيرها لتحقيق سلامته وتمنع تعرضه للحوادث لذلك يجب تحليل العمل ودراسته واختيار الطريقة المثلى ويقصد بتكوين عادات السلامة اكتساب الفرد بعض المهارات والوسائل التي تساعد على خفض احتمالات وقوع الحوادث وتحصيله للمعارف والمعلومات التي تفرضها النظم واللوائح المتعلقة بالأمن الصناعي وتحقيق التوازن الانفعالي فيما يتعلق بسلامته أثناء العمل وتوجيه العناية الكافية لإعطائه هذه المهارات والمعلومات أثناء تدريبه وتحديد المهارات اللازمة لمنع الحوادث، لذا يمكن دراسة الحوادث التي يسببها العمل وتحديد الأخطاء التي تنشأ عنها تلك الحوادث وتولى عناية خاصة عند تدريب العامل على وسائل تلافيها وتحذيره حتى يعطى الاهتمام الكافي لها.

  • Currently 546/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
190 تصويتات / 8680 مشاهدة

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,421,172

التخطيط وتطوير الأعمال