طريقة عربية صعبة وأخرى مصرية سهلة

هناك طريقتان لتطعيم الخشب بالصدف، ويقع تفضيل أي من هاتين الطريقتين على المزخرف نفسه ومدى مهارته وربما تعوده.

الطريقة العربية

فهناك الطريقة العربية القديمة وهي أصل الطرق المتبعة في التصديف وتحتاج إلى أيدي عاملة ماهرة وتتلخص هذه الطريقة بعمل القطعة كاملة من قبل النجار ثم يأتي الرسام ليصنع النقشة المرغوبة ثم عامل دق القصدير الذي يحفر مكانا للخيوط القصديرية ويثبتها وبعدها يثبت عامل الصدف القطع المقطوعة حسب الرسمة ويمكن استخدام النحاس والحديد داخل الصدف لتطعيمه، كما يمكن إدخال خيوط الفضة في القطع الثمينة الغالية الثمن، ولك أن تتخيل مدى المجهود المبذول من أجل إخراج القطعة المزخرفة بالشكل المطلوب وذلك عبر كتيبة عمل مكونة من فنانين قبل أي شيء يهوون هذه الحرفة ويتقنونها.

الطريقة المصرية

أما الطريقة المصرية السهلة فهي ليست سهلة بدرجة كبيرة ولكن سهولتها جاءت بالمقارنة مع العمليات المعقدة التي تحتاجها الطريقة العربية.

تعتمد الطريقة المصرية على رصف الصدف بجانب بعضه بالشكل المراد ويملأ الفراغ بمعجون فيظهر بشكل متناسق، ولعلك عزيزي القارئ تجد معظم المشغولات الصدفية مصنوعة بهذه الطريقة حيث يكثر وجودها في أثاث البيوت القديمة.

إن أهم عناصر الإبداع في هذا الفن هو كيفية إبراز الفكرة ودراستها ومن ثم تنفيذها عملياً.

فالنقوشات الإسلامية والزخرفية تتميز بها دول عربية مثل سوريا ومصر إضافة إلى العراق وهذه الزخرفات تكون متداخلة وبأشكال هندسية مختلفة تحتاج إلى حرفيين متخصصين في هذا المجال.

وبرغم يدوية العمل في حرفة التطعيم الصدفي ترتفع أسعار كل قطعة منجزة بحرفنة وفن واضح في ازدياد يتناسب وحجم الدقة وروعة التداخلات الفنية.

مراحل تصنيع الصدف

مراحل عديدة ودقيقة

  • تقوم الورش المتخصصة في تقطيع الصدف الطبيعي بعمل قطع صغيرة وكبيرة على حسب الأشكال المطلوبة، وهنا نأخذ بعين الاعتبار نوع القطعة وحجمها فكلما كانت القطعة المشغولة أكبر كان تطعيمها أسهل وكلما صغر حجمها كان الشغل فيها أدق وأعمق. بعدها نقوم بتثبيت كل قطعة صدف بمادة لاصقة (غراء طبيعي مستخلص من أعضاء حيوانية) ونراعي في هذا أن تكون في مكانها الدقيق من دون الخروج عن (الرسمة) وهذا يبرز من جمالية العمل عند اكتماله كلياً.
  • ويمكن إنزال هذه القطع على الخشب ونشكل العلبة حتى يصبح الصدف بالوسط في وجه العلبة فيعطي رسما هندسيا عفويا، حيث لا يتم تحديد الرسمة وانما فقط يتم تحديد الوسط ثم يتم تدريجها وحسب ما يتفتق عن ذهن المزخرف تنتج الرسمة المصدفة ولذلك نادرا ما تتشابه الرسوم والزخارف بين العلب المصدفة، وعادة ما يفضل الفنانون وجود هذا الاختلاف في الأبعاد والرسومات والاتجاهات لتحقيق التميز بل التفرد.
  • يذكر أن من يقوم بهذه العملية هو أكبر شخص في الورشة لأنها تحتاج إلى خبرة كبيرة لا يمكن لأي صنايعي صغير الحصول عليها بسرعة أو إجادة العمل فيها، حيث عادة لا تقل خبرة من يقوم بعملية اللصق هذه عن 10 سنوات .
  • وبعد أن تنتهي مرحلة تنظيم الصدف على العلبة تأتي مرحلة أخرى تسمى مرحلة التسوية من خلال جرد الصدف بالمبرد حتى يصبح بمستوى واحد ويصبح سطحه أملس مثل الرخام، ثم يقوم الحرفي بتنعيمها بورقة معروفة في هذه المهنة بـ ( سمادش ) حتى تصبح ناعمة للغاية، وبعد ذلك تفتح العلبة وتشق من كل أطرافها ويتم دهانها بزيت معدني، وينصح شيوخ المهنة بوضع هذا الزيت المعدني دون غيره لأنه يعطي العلبة لمعانا يدوم لفترة طويلة كما يبقي الصدف محافظا على ألوانه على عكس أنواع الدهانات الأخرى التي قد تغير من لون الصدف الأصلي .

ألوان الصدف

  • كثيرا ما ذكرنا سابقا عبارة ( ألوان الصدف )، وعادة ما يتساءل المبتدئ في هذه المهنة عن ألوان الصدف الطبيعية بعيدا عن الألوان الصناعية، وهناك ألوان متعددة للصدف منها الزهري والأبيض وقوس قزح والأخضر بألوانه المتعددة والأسود والأصفر ويختلف سعر القطع المصدفة حسب حجم وشكل القطعة والوقت الذي استغرقته حتى أنتجت والجهد المبذول ونوع الصدف المستخدم في الزخرفة.
  • ومن الواقع العملي لبيع هذه القطع الصدفية، فإن القطع الصغيرة ذات الأشكال الهندسية يصل ثمنها إلى 250 دولارا ويرتفع السعر مع كبر حجم القطعة ليصل إلى ألف دولار أمريكي وهذا السعر يناسب القطع الكبيرة المشجرة كالصناديق والكراسي وغيرها.
    وعليك أن تتذكر عزيزي القارئ أن هذه المبالغ لا تدفع هباء ولكن للحصول على منتج يدوي راقي مصنوع بحرفية عالية، ولذلك لا تتعجب من أن بعض المصنعين يشكون من قلة هذه الأسعار بالمقارنة مع ما يبذلوه من مجهود وما ينفقونه من مبالغ وما يستغرقه من وقت كي تخرج القطعة الفنية بشكل لائق يرضي أذواق السائحين الذين يدركون بشدة قيمة هذه الأعمال على عكس ما يتصوره البعض من أن السياح يشترون مثل هذه الأعمال اليدوية دون إدراك ما بذل فيها من مجهود ولذلك نجد هناك سلعا مصنوعة بحرفية قليلة للغاية ولذلك يكون مكانها المخازن وعلى الأرصفة دون أن تباع للجمهور الواعي العاشق للفن اليدوي.

أدوات خاصة بالتصديف

تتعدد الأدوات المستخدمة في فن التصديف

ومنها الأزاهير العادية البلدية لأعمال الدق، والأزاميل الأوروبية للتقريط والكف، وهذه الأزاميل ذات مقابض خشبية وأظفارها متنوعة منها المنبسط ومنها المستقيم ومنها المحدب بفتحات مختلفة أيضا.

المبارد الخشنة والناعمة وفراطة الصدف والملاقط لمسك الصدف الناعم الصغير ويكثر استخدام الغراء العربية في هذه الحرفة وهي مكونة من عظام الحيوانات وتعد لاصق قوي وأفضل من الغراء الأبيض المنتشر بكثرة في الأسواق.

  • Currently 283/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
99 تصويتات / 8293 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2008 بواسطة ayadina

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,351,357

التخطيط وتطوير الأعمال