سجلات الحوادث وتحليلها
يبدأ وضع برنامج لمنع الحوادث وتلافى إصابات العمل على أساس علمي يجمع الحقائق ويقوم بدراستها ولذلك ينبغي أن يكون لدى القائمين على هذا البرنامج صورة واضحة للحوادث الحالية ومدى تكرارها وأسبابها ويقتضى ذلك إنشاء سجلات مناسبة لحوادث العمل حتى يمكن الاستعانة بالبيانات التي ترد بها واستقصاء أسباب الحوادث للعمل على علاجها ويرتكز كل برنامج لمنع الحوادث على أساس أن معظم الحوادث يرجع حدوثه إلى أسباب يمكن تلافيها والمعروف أن هناك ظروفا طبيعية تخرج عن إرادة الإنسان تسبب الحوادث ولكن غالبيتها ترجع إلى السلوك الإنساني بطريق غير مباشر كالإهمال في فحص المباني والآلات أو تأثير مباشر كالاصطدام بالآلات الحادة أو دفع فرد لآخر نحو إحدى الآلات ولا شك أن استخدام المعدات التي تكفل سلامة العمال قد أدى إلى نقص كبير في عدد الحوادث وإصابات العمل ولا يكفى أن تبين السجلات وصفا للحادث وكيفية حدوثه بل ينبغي أن تصمم بحيث تجعل من الممكن عزل كل عامل من العوامل التي تسبب الأنواع المختلفة من الحوادث كما ينبغي أن تتضمن كل البيانات اللازمة لاستقصاء أسبابها والعمل على وضع وسائل معالجتها وتلافيها.
ويمكن تصنيف حوادث العمل كالآتي:
1- درجة خطورة الإصابات وشدتها
يفيد هذا النوع من البيانات في التفرقة بين الحوادث الصغيرة التي يسهل علاجها والشديدة التي تؤدى إلى الوفاة أو العجز الكلى أو الانقطاع عن العمل لفترة طويلة؛ إذ أنه إذا لم تتضح التفرقة تكون بيانات السجلات مضللة لا تشير إلى الحوادث التي ينبغي بذل جهود أكبر لتلافيها والملاحظ أن بعض المنشآت لا تسجل الحوادث الصغيرة حتى تظهر زيادة كبيرة في معدل إصابات العمل، ولكن الواقع أن ذلك يفقد السجلات قيمتها ولا يساعد على أدائها لوظيفتها، ولقد بينت الدراسة التي تمت في أحد عشر قسمًا من أقسام مصانع الصلب أن تعدد الحوادث التي تسبب فقد الوقت نتيجة لحاجة العامل إلى العلاج والانقطاع عن العمل وتلك التي تكفى فيها الإسعافات الأولية يختلف من قسم لآخر، وأن درجة الارتباط بين تعدد الحوادث الأولى والأخيرة في كل قسم قليل إذ وجد أن معامل الارتباط كان 0.21 فقط وهو معدل قليل مما يقطع بأن هناك أقسامًا تحدث فيها الحوادث الكبيرة أكثر من غيرها ويعنى ذلك زيادة عدد الحوادث الصغيرة فيها أيضًا، إذ بينت الدراسة أن أحد الأقسام كان ترتيبه الأول في الحوادث الكبيرة بينما كان ترتيبه السابع في الحوادث الصغيرة، ويمكن إعداد البيانات بالطريقة التي تعطى وزنًا أكبر للإصابات الشديدة، وذلك باحتساب الوقت الضائع نتيجة للإصابات في كل وظيفة، ولكن ينبغي أيضًا التفرقة بين الحوادث التي تؤدى إلى العجز الكلى وتلك التي تؤدى إلى العجز الوقتي للعامل، وبذلك يمكن من خلال السجلات إعطاء البيانات المطلوبة للتمييز بين الإصابات على أساس العجز الدائم أو العجز المؤقت والحوادث المؤدية إلى الوفاة وتلك التي تؤدى إلى ضياع الوقت وتلك التي تكفى فيها الإسعافات الأولية.
2- نوع العمل
ينبغي بيان نوع العمل الذي تقع فيه الحوادث والإصابات للأسباب السابقة كما انه من المفيد معرفة درجة خطورة الوظيفة ووجوده الأنشطة المختلفة حيث لا يمكن القول أن معدل الحوادث والإصابات في مصنع معين عال إلا إذا قورن بالمصانع الأخرى المشابهة ولذلك ينبغي أن تبين سجلات الإصابات قائمة بالأعمال المختلفة وتصنيف الحوادث الناتجة في كل عمل حتى يمكن المقارنة بين الأنواع المختلفة من الأنشطة والأعمال لبيان ما تزيد فيها الحوادث عن غيرها.
3- وقت حدوث الإصابة
يجب تسجيل الوقت الذي تقع فيه الحادثة حتى يمكن تحديد أوقات وفترات العمل التي تتعدد فيها الإصابات والحوادث عن غيرها أن ظروف العمل تتغير من ساعة إلى أخرى كما قد تتغير في الفترة الصباحية عن الفترة المسائية وينبغي دراسة علاقة هذه التغيرات بتعدد الحوادث حتى يمكن تصحيح الظروف التي تؤدى إلى كثرتها فالتعب مثلا يتغير حسب طول الفترة التي يقضيها العامل في عمل مستمر وكذلك حسب طول الفترة التي يقضيها مستيقظا في حالة العمل الليلي.
4- الأسباب المباشرة للحادث
ينبغي بيان السبب المباشر للحادث إذا أمكن الحصول على بيانات من الأفراد الذين شاهدوه ومن المهم بيان أنواع البيانات التالية:
- عدم الاستعانة بمعدات الوقاية التي تقررها المنشأة.
- عطب الآلة المستخدمة في العمل.
- بيان ما إذا كان الفرد قد أصيب أثناء قيامه بالعمل فعلا.
- مدى مسئولية فرد في التسبب في إصابة أخر.
- تقدير مدى إهمال الفرد المصاب أو المتسبب في الحادث أو جهله بطريقة استخدام الآلة أو مرضه أو غلب النوم عليه.