ولم يقتصر استخدام المصريون القدماء للاثاث على الاحياء بل ايضا صنعوا قطعا خشيبية لدفن موتاهم فيها مثل التوابيت وصناديق الدفن التي كانت تمتلئ بالحلي والمجوهرات التي تدفن مع الموتى.
وفيما يلي بعض النماذج من قطع الاثاث التي اشتهر بها المصريون القدماء والتي صنعوها بانفسهم
النموذج الاول:
سرير الملك توت عنخ آمون، وهو مصنوع من الأبنوس ومغطى برقائق الذهب وسطحه من جص منسوج.
وصنعت أرجل السرير فى هيئة أرجل الأسد، وهي تستقر على قاعدة أسطوانية. وينقسم الظهر الأوسط إلى ثلاثة أقسام. ويقف المعبود بس في كل قسم؛ مستقرا على العلامة الهيروغليفية للمعبودة "تاورت"، لكي تحمي الملك من الأرواح الشريرة أثناء نومه.
ويحيط بالمعبود بس من الجانبين أسدان، وتوجد أيضا ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية عبارة عن تعويذة دعاء للملك بالحياة والطمأنينة والعافية الأبدية، مثل الرب رع.
النموذج الثاني:
حشوة من العاج مزينة برسم أرنب يجري على خلفية من فروع نباتية مورقة بارزة بالحفر تؤلف شكلاً بيضاوياً غير منتظم، وقد ملأت أركانه بأوراق شجر محورة، وهناك بعض التفاصيل المحفورة على جسد الأرنب.
ويحيط بالحشوة إطار من الخشب، وعلى ضلعين من الإطار شبه كتابة كوفية.
النموذج الثالث:
حشوة من العاج تمثل نسراً محوراً ذا رأسين، وناشراً جناحيه على نحو نراهما معه متدليين إلى جانبيه. وكل من هاتين الرأسين تبدو وكأنها تطعم طائراً صغيراً داخل جامة لوزية الشكل، أعلى كل جناح.
أما عنقا النسر فيحيط بهما طوقان بارزان يصل بينهما على مستوى الصدر شريط على شكل هلال بزخارف مجدولة.
أما الساقان المنفرجان فتقبضان على قاعدة كل من الجناحين، بينما يرتكز الذنب على ما يشبه شكل هلال يذكرنا برسم التيجان الساسانية. وفي الجناحين تفاصيل محزوزة تدل على مواضع الريش. اما المخلبان فيقبضان على شكل ورقتين نباتيتين.
النموذج الرابع:
حشوة من العاج تمثل أميراً جالساً واثنين من أتباعه حشوة نجمية من العاج وبتشكيل يبدو في شكل نجمة ويبدو أنه منتزع من حشوة أكبر سداسية الشكل.
تمثل رجلاً ملتحياً جالساً الجلسة الشرقية، ويحمل كأساً في يده اليمنى، وعلى رأسه عمامة فاخرة على قمتها عقدة، وهو يرتدي ثوباً واسع الأكمام بزخارف على شكل جامات بداخلها أوراق نباتية.
وهناك تابعان يحيطان به من الجانبين، والذي إلى جانبه الأيسر يرتدي عمامة ورداء قصير، وأسفل هذا الرسم أسدان تتدلى رأسهما خشوعاً للشخص الجالس.
النموذج الخامس:
سرير جنائزي بأنثى أسد على الجانبين سرير خشبي مغطى بجص مذهب، يصور لبؤتين ممددتين. وتمثل اللبؤتان المعبودة محت.
وفق المعتقدات المصرية القديمة، فإن المعبودة محت ترتبط بالمعبودات حتحور وسخمت وإيزيس. وتساعد هذه المعبودة النيل على أن يفيض حال إرضائها.
طعمت عينا اللبؤتين بمعجون زجاجي أزرق، بينما طليت الأجفان باللون الأسود. وزخرف اللوح الأوسط بعلامتي "الثبات" و "الحياة".
النموذج السادس:
سرير جنائزي ذو رأس لفرس النه كان من بين سرر توت عنخ آمون ثلاثة للشعائر الخالصة، ومضاجع جنزية صنعت من خشب مجصص، مذهبة في هيئة حيوانات مقدسة، طعمت عيونها بعجينة الزجاج الملون.
وكان على هذه السرر أن تحمل الملك المتوفى في رحلته سالما إلى مستقره الأبدي في الحياة الأخرى.
وكان لأحدها رأس البقرة السماوية حتحور وللآخر رأس اللبؤة الضارية. وأما الثالث المعروض هنا فمؤلف من رأس فرس النهر عليه شعر مستعار، وجسد فهد وذيل تمساح وحراشيفه.
ويضم هذا الأخير مزجا عجيبا يصور العمعمة المخيفة أي ملتهمة الجسد الخاص بالمتوفى المذنب ممثلة في انتظار الحكم النهائي في محكمة أوزوريس.
النموذج السابع:
سرير قابل للطي للرحلات كان لهذا السرير الخشبي وهو بالحجم الطبيعي، أن يستعمل مضجعا للرحلات أو مقعدا.
وهو من ثلاثة أقسام مثبت بعضها إلى بعض بنظام فني مبتكر من مفاصل نحاسية، إذ يطوى القسم الأوسط إلى الداخل فوق القسم الأخر على حين يطوى القسم الثالث إلى الخارج من فوق الأوسط وقد زود السرير بأربعة قوائم أخرى مفصلاتها إلى الدܧخل عند طي السرير، في سبيل سهولة حمله أو عند اتخاذه مقعدا، وقد حفظت الحشية من خيوط البردي المتين نسجه حفظا فائقا.
ووضعت أربعة قضبان أفقية من تحت الأرجل القصيرة لإبقاء السرير مرتفعا عند الإستعمال.
النموذج الثامن:
صندوق عليه تطعيمات دقيقة بالأبنوس والعاج عثر على هذا الصندوق الخشبى الأحمر فى حجرة الخزانة بمقبرة توت-عنخ-أمون. وهو مطعم بالعاج والأبنوس.، كما زين غطاؤه المقبى بأعمدة رأسية من الكتابات الهيروغليفية مكتوبة بالحبر.
ويشير النص إلى ان الصندوق كان يحتوى على خمس عشرة قطعة حلى. كما يزين الصندوق بعض المربعات الهندسية. وأهم ما يميز هذا الصندوق هو حرفية تطعيم الخشب لتشكل صورة وصفية. فقد وضعت التطعيمات على الجوانب وعلى الغطاء لتعطى شكل أسطح ذات اطارات.
وتواترت صناعة الاثاث من جيل الى جيل ومن عهد الى عهد حتى برع المصريون فص صناعة الاثاث الاسلامي بعد دخول الاسلام مصر اذ برعوا في صناعة المشربيات وكذلك منابر المساجد الخسبية والمكتبات الخسبية التي توضع في المساجد وغيرها من قطع الاثاث التي تميز بها صناع الاثاث المصريون منذ ذلك الحين ثم تطورت صناعة الاثاث لتشمل صناعة غرف النوم والانتريهات وحجر السفرة وحجر الاطفال وغير ذلك.
ومن اهم المحافظات التي تشتهر بصناعة الاثاث محافظة دمياط بكافة مدنها وقراها وايضا بعض المدن في المحافظات الاخرى مثل مدينة البدرشين بالجيزة وبعض مدن الوجه القبلي والبعض الاخر من مدن القناة ومدن الوجه البحري.