سوق اليهود والسوق الإسلامية فـي المدينة
المال في الإسلام عصب الحياة و أساس تعمير الأرض، و هو وسيلة لإعانة الإنسان على طاعة الله، و لذلك لا بد من أن يكون هناك ربط بين المال الصالح في يد الرجل الصالح، و لقد اهتم الرسول بذلك، فعندما هاجر إلى المدينة كانت سوق اليهود في المدينة في حي بني قينقاع و كان يسود هذ السوق الغش و الربا و أكل السحت والاستغلال و الخداع و الاحتكار، وكانوا يبيحون الربا بينهم و بين المسلمين و قال القرآن في ذلك: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} . و كانت الحياة الاقتصادية خاضعة لغير المسلمين، لذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا بد و أن تكون هناك مواجهة في مجال الاقتصاد وأن ينشأ النظام الاقتصادي الذي يسير حسب الشريعة الإسلامية، فأنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سوقا جديدة قريبة من سوق بني قينقاع، فضربت قبة (خيمة كبيرة) لتكون رمزًا و علامة يتجمع حولها المسلمون للبيع و الشراء، و لقد اغتاظ اليهود من هذه السوق و تجرأ كعب بن الأشرف العدو اللدود للمسلمين وهدم القبة و قوضها وقطع حبالها، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأضربن له سوقاً هو أغيظ له من هذا) و انتقل إلى مكان فسيح صالح حر و ضرب فيه برجله و قال: “هذه سوقكم لا تتحجروا (تضيقوها) و لا يضرب عليها الخراج”.
أسـس الســـوق:
1- حرية المعاملات بشروط معينة.
2- عدم التضييق حتى تسهل المعاملات.
3- عدم فرض الرسوم على الأسواق حتى لا تكون سبباً في ارتفاع الأسعار.
4- تحريم الاحتكار و التحكم.
5- تحريم الغش و الربا.
من كتاب"الأزمات الاقتصادية "مواقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم"
للأستاذ الدكتور حسين شحاتة - الأستاذ بكلية التجارة - جامعة الأزهر